السبت، 28 يوليو 2012

الفصل الثاني أهم أسباب البطالة والتسول

المبحث الأول:

أهم أسباب البطالة

     سأعرض في هذا المبحث أهم أسباب البطالة وليس جميعها، فإن استقصاء ذلك يطول، ويخرج بي عن طبيعة البحث الذي مقصده الأساس هو إبراز دور السنة النبوية في علاج البطالة والتسول، ودونك أهم هذه الأسباب:

1)     التغيرات الفصلية:

     تخضع بعض الأعمال لتغيرات فصلية فتحدث أثرها فيها، وتتركها ضعيفة كاسدة في أوقات معينة، ونشيطة رائجة في أوقات أخرى، وهذا بالتالي ينجم عنه كثرة العمال في وقت لا يجدون فيه عملاً، فيؤدي ذلك إلى البطالة.

2)     اضطراب التوازن الاقتصادي:

     ينجم عن هذا الاضطراب، تغيير يطرأ على حركة الاستثمار، فإذا حدث هذا وراجت الصناعات الإنتاجية، ففي الغالب يؤثر على الصناعات الاستهلاكية أيضاً، ونلاحظ أنه خلال فترة الرواج تبدو ظاهرة النشاط في الصناعات الإنتاجية جلية، وذلك بارتفاع أثمان الخامات والمواد اللازمة لتلك الصناعات، كما أنه أثناء الكساد تهبط حركة الأعمال، وتنخفض أثمان الخامات فيؤدي ذلك إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمال فتتشتى البطالة.

3)     الركود في الأسواق:

     إذا كانت حالة الأسواق جيدة زاد الطلب على الإنتاج، وبالتالي زاد الطلب على العمال، وإذا كانت حالة السوق في ركود، فإن القائم بالعمل يقوم بتسريح بعض العمال في حالة إطالة فترة الركود، فيؤدي ذلك إلى البطالة والتسول أيضاً.

4)     ضعف الكفاية الخبراتية والأخلاقية والشخصية:

     لا ريب أن وجود هذه النواقص في شخص كافية لجعله غير أهل للقيام بأى عمل. إن الأشخاص الذين لا يملكون الأمانة والقوة والثقة والابتكار والإنتاج، يصبحون في عداد المتعطلين، وربما في عداد المتسولين أيضاً.

5)     التسول:

     إن التسول هو النتيجة الحتمية التي يمكن أن يصل إليها الشخص الذي يعاني من البطالة، نتيجة لصعوبة الظروف التي تمر به قهراً وقسراً.

6)     الربا:

     وذلك أن هدف المرابين الثراء، ولو على حساب الآخرين، ومن هنا نجدهم يتحكمون في أجور العمال، بحيث تكون رخيصة، ويترتب على ذلك أخذ أجود العمال بثمن بخس، وعدم قبول أو تسريح الآخرين، فيؤدي ذلك إلى البطالة. أضف إلى ذلك أن الربا يكون سبباً في جعل المرابين باطلين عن العمل لا يشتركون في بناء اقتصاد الأمة.

 

 

المبحث الثاني:

أهم أسباب التسول

     هناك أسباب كثيرة، ودونك أهمها:

1)   البطالة: فإن التسول ينشأ أول ما ينشأ عن البطالة، إذ القاعد عن العمل، وليس له منهاج يقضي فيه فراغه يفكر أو ما يفكر في سد حاجاته من طرق، ومنها: التسول.

2)   الطمع والجشع: وقد يكون المرء في عمل يكفيه، ولكنه جشع، فيه طمع، لا يشبع أبداً، إذ يقول r : )لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب((1).

3)   سوء التنشئة في البيت: وقد ينشأ الإنسان في بيئة بنت حياتها على التسول وعدم العمل، فيقتدي بمن يكبرونه في هذا البيت، بل ربما يدفع من قبلهم دفعاً، فيعتاد التسول.

4)   سوء التوجيه والتربية في المدارس والجامعات: وقد يكون سوء التوجيه والتربية في المدارس والجامعات والمعاهد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التسول. إما: بكثرة الرسوم المفروضة على الطلاب مع قلة مواردهم، وإما: بعدم توجيه الطلاب إلى أن يكونوا أعزة، يكسبون قوتهم بجهدهم وعرقهم، دون أن يكون لواحد من البشر عليهم منة، وإما: غير ذلك.

 

(1) رواه البخاري في صحيحه-كتاب الرقاق-باب ما يتقي نم فتنة المال (حديث 6436) (11/304) من حديث ابن عباس، ومسلم في الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا (7/138-139) من حديث أنس نحوه.

 

5)   انحراف المجتمع: وقد يكون انحراف المجتمع وبعده عن الجادة والطريق القويم من الأسباب التي تؤدي إلى التسول، إذ أسباب الإغراء والفساد كثيرة، والموارد قليلة، ويفكر المرء في إشباع شهواته ورغباته، ويسلك طرقاً، ومنها: التسول.

6)   كثرة الأولاد مع قلة الموارد: وقد تكون كثرة الأولاد مع قلة الموارد من الأسباب التي تؤدي إلى التسول، وهذا لا يعني أننا ندعو إلى إيقاف النسل، أو تنظيمه بغير مبرر، وإنما نحكي واقعاً، وفرق بين حكاية الواقع وبين الحكم الشرعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق