السبت، 28 يوليو 2012

تعريف أنواع البطالة

وإذا كانت كتلة البطالة تتفاوت من حيث الجنس والعمر والعرق P وكذلك
من حيث مدة البطالة التي تعانيها الفئات ا 7تعطلة P فإن ذلك كله يتفاوت
أيضا بحسب نوع البطالة السائدة. فهناك عدة أنواع من البطالة التي
عرفتها البلدان الصناعية الرأسمالية.. ومن هذه الأنواع نذكر ما يلي :
١  البطالة الدورية.
٢  البطالة الاحتكاكية.
٣  البطالة الهيكلية.


================================================


ونتناول الآن تعريف هذه الأنواع بشكل موجز.
١  البطالة الدورية :
من ا 7علوم أن النشاط الاقتصادي P بجميع متغيراته في الاقتصادات
الرأسمالية P لا يسير عبر الزمن بوتيرة واحدة منتظمة P بل تنتاب هذا
النشاط فترات صعود وهبوط دورية أشبه بحركة »الزجزاج «. ويطلق على
حركة التقلبات الصاعدة والهابطة للنشاط الاقتصادي P والتي يتراوح مداها
الزمني ب W ثلاث وعشر سن PW مصطلح »الدورة الاقتصادية Business «
Cycles التي لها خاصية التكرار والدورية. وتتكون الدورة الاقتصادية من
مرحلت W ومن نقطتي تحول Turning Points . وا 7رحلة الأولى هي مرحلة
الرواج أو التوسع Expansion يتجه فيها حجم الدخل والناتج والتوظف نحو
التزايد P إلى أن يصل التوسع منتهاه بالوصول إلى نقطة الذروة Peak أو قمة
الرواج P وعندها تحدث الأزمة (وهي نقطة تحول) وبعدها يتجه حجم النشاط
الاقتصادي بجميع مكوناته (الدخل والناتج والتوظف...) نحو الهبوط الدوري P
ليدخل الاقتصاد القومي مرحلة الانكماش Recession إلى أن يبلغ الهبوط
منتهاه بالوصول إلى نقطة قاع الانكماش PTrough وبعدها مباشرة يبدأ
الانتعاش PRecovery (وهي نقطة تحول) يتجه بعدها حجم النشاط
الاقتصادي نحو التوسع مرة أخرى.. وهكذا. (انظر الشكل رقم ١  ٢ الذي
يوضح هذه الدورات في البلدان الصناعية الرأسمالية خلال الفترة ١٩٦٢
١٩٨٣ مَقيسة على أساس التقلبات التي حدثت في الإنتاج الصناعي).
ورغم أنه لا توجد دورتان اقتصاديتان تتشابهان من حيث حدة التقلبات
والعمق الزمني لهما P فإن جميع الدورات الاقتصادية لها سمات مشتركة
متشابهة. nعنى أنه لو توقع أحد الاقتصادي W أن اقتصاد بلد ما سيدخل
بعد فترة قصيرة قادمة مرحلة الكساد P فإنه يستطيع أن يرصد مقدما
ا 7عالم الأساسية لهذه ا 7رحلة كما يلي( ٧) :
١  سوف تهبط مشتريات السلع الاستهلاكية بشكل واضح P وسوف
تتزايد نتيجة لذلك اﻟﻤﺨزونات غير ا 7رغوب فيها من السلع الاستهلاكية
ا 7عمرة P كالسيارات والأجهزة الكهربائية. وكنتيجة لرد فعل أصحاب الأعمال
على هذا الهبوط بخفض حجم إنتاجهم P فإن الدخل القومي الإجمالي


سوف يهبط P ويهبط معه أيضا الإنفاق الاستثماري.
٢  سينخفض الطلب على العمالة P وسيأخذ هذا الانخفاض في البداية
شكل خفض ساعات العمل P ثم في مرحلة تالية تسريح العمال P وبالتالي
ارتفاع معدل البطالة.
٣  مع هبوط حجم الإنتاج P سيهبط بالتبعية الطلب على ا 7واد الخام
والوسيطة P وستنخفض نتيجة لذلك أسعار كثير من السلع. على أن الأجور
وأسعار منتجات الصناعات التحويلية لن تهبط بسرعة في بداية الكساد.
٤  ستتدهور معدلات الأرباح في قطاع الأعمال بسرعة في بداية الكساد P
وستهبط معها أسعار الأسهم في سوق الأوراق ا 7الية P ويسيطر التشاؤم
على ا 7ستثمرين P وسينخفض أيضا الطلب على القروض من الجهاز
ا 7صرفي P وتنخفض نتيجة لذلك أسعار الفائدة.
أما مرحلة الانتعاش أو التوسع أو الرواج P فيمكن القول إن سماتها
الأساسية تكاد تكون نقيض ما ذكرنا حالا عن حالة الكساد. وما يهمنا في
هذا الخصوص P هو أن نلحظ أن أهم سمات حركة الدورة الاقتصادية هي
التقلبات التي تحدث في الطلب على العمالة وما يواكبها من تقلبات في
معدل البطالة. فقد رأينا أن من أهم سمات مرحلة الكساد ارتفاع معدل
البطالة P وأن من أهم سمات مرحلة التوسع انخفاض معدل البطالة. وهذا
هو ا 7قصود بالبطالة الدورية .Cyclical Unemployment
٢  البطالة الاحتكاكية :
البطالة الاحتكاكية Frictional Unemployment هي البطالة التي تحدث
بسبب التنقلات ا 7ستمرة للعامل W ب W ا 7ناطق وا 7هن اﻟﻤﺨتلفة P وتنشأ بسبب
نقص ا 7علومات لدى الباحث W عن العمل P ولدى أصحاب الأعمال الذين
تتوافر لديهم فرص العمل. فحينما ينتقل عامل من منطقة جغرافية لأخرى P
أو يغير مهنته إلى مهنة أخرى (مع افتراض 1لكه 7ؤهلات هذه ا 7هنة
الجديدة) P أو حينما تقرر ربة ا 7نزل الخروج إلى سوق العمل P بعد أن تجاوزت
مرحلة تربية الأطفال ورعايتهم; فإن الحصول على فرصة عمل تحتاج بلا
شك إلى وقت يتم فيه البحث عن الإمكانات ا 7تاحة وا 7فاضلة بينها.
وا 7شكلة الأساسية هنا هي أن الباحث W عن العمل وأصحاب الأعمال
26
الاقتصاد السياسي للبطالة
الذين تتوافر لديهم فرص العمل P يبحث كل منهم عن الآخر (عن طريق
إعلانات الصحف P الاتصالات ا 7باشرة P مكاتب التوظيف...). وقد تطول
فترة البحث عن العمل نتيجة لعدم توافر ا 7علومات الكافية P أو لنقصها لدى
الطرف W.
ومن الجلي أن نقص ا 7علومات إ ¥ا يعني عدم التقاء جانب الطلب مع
جانب العرض P أي افتقاد الصلة أو حلقة الوصل ب W طالبي الوظائف ومنْ
يعرضون هذه الوظائف.
ومن المحتمل P أنه لو توافرت هذه ا 7علومات لدى الطرف PW أن تنخفض
ا 7دة التي يتعطل فيها العامل بحثا عن العمل P وأن تقصُر الفترة التي ينتظر
فيها صاحب العمل حتى تتوافر له العمالة ا 7طلوبة. ومن المحتمل أيضا أن
تكون فرص العمل الشاغرة تكفي هؤلاء الذين يبحثون عن العمل P ور nا
تكون مؤهلاتهم تتوافق مع متطلبات هذه الفرص الشاغرة.
في ضوء ما تقدم P يعتقد عدد من الاقتصادي PW أن البطالة الاحتكاكية
وإن كانت تنشأ بسبب تنقلات الأفراد ب W ا 7هن وا 7ناطق اﻟﻤﺨتلفة; فإن
السبب الرئيسي لها هو نقص ا 7علومات( ٨) P وبالتالي P فإن إنشاء بنك قومي
أو مركز للمعلومات الخاصة بفرص التوظف من شأنه أن يقلل من مدة
البحث عن العمل P ويتيح للأفراد الباحث W عن العمل فرصة الاختيار ب W
الإمكانات ا 7تاحة بسرعة وكفاءة أكثر.
ويرى عدد آخر من الباحث W أن البطالة الاحتكاكية تقل كلما ارتفعت
نفقة البحث عن العمل P وهي النفقة التي تقاس بالدخل ا 7فقود نتيجة
للتعطل وتكاليف الانتقال وا 7قابلات والنشر في الصحف. ويعتقد هؤلاء
أن نظام إعانة البطالة يلعب دورا مؤثرا في خفض كلفة البحث عن العمل P
ومن ثم يسهم في زيادة حجم ومعدل البطالة الاحتكاكية.
فهم يعتقدون أنه مع وجود هذه الإعانة التي غالبا ما تكون معفاة من
ضرائب الدخل P Žيل العاطل إلى بذل وقت أطول في البحث عن العمل
ومن ثم يتزايد عدد من يعتبرون داخل دائرة البطالة الاحتكاكية. ولهذا
ينادي هؤلاء بأن فرض ضرائب الدخل على إعانة البطالة وتقليل ا 7دة
الزمنية التي تُعطى فيها هذه الإعانة من شأنهما أن يقللا من هذا النوع من
البطالة( ٩).
27
البطالة: معناها قياسها أنواعها
٣  البطالة الهيكلية :
يقصد بالبطالة الهيكلية Structural Unemployment ذلك النوع من التعطل
الذي يصيب جانبا من قوة العمل P بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد
القومي P وتؤدي إلى إيجاد حالة من عدم التوافق ب W فرص التوظف ا 7تاحة
ومؤهلات وخبرات العمال ا 7تعطل W الراغب W في العمل والباحث W عنه. أما
عن طبيعة هذه التغيرات الهيكلية فهي إما أن تكون راجعة إلى حدوث تغير
في هيكل الطلب على ا 7نتجات P أو راجعة إلى تغير أساسي في الفن
التكنولوجي ا 7ستخدم P أو إلى تغيرات هيكلية في سوق العمل نفسه P أو
بسبب انتقال الصناعات إلى أماكن توطن جديدة. فهذا النوع من البطالة
Žكن أن يحدث نتيجة لانخفاض الطلب على نوعيات معينة من العمالة P
بسبب الكساد الذي لحق بالصناعات التي كانوا يعملون بها وظهور طلب
على نوعيات معينة من ا 7هارات التي تلزم لإنتاج سلع معينة لصناعات
تزدهر. فهنا تحدث البطالة بسبب تغيرات هيكلية طرأت على الطلب. وفي
هذه الحالة يصعب على العمال ا 7تعطل W أن يجدوا بسهولة فرصة للعمل P
لأن مستويات الخبرة وا 7هارة ا 7طلوبة للوظائف الشاغرة ا 7تاحة غير متوافرة
لديهم. وفي الوقت نفسه P يصعب على رجال الأعمال أن يحصلوا على
حاجاتهم من العمالة ا 7طلوبة بسبب نقص عرض هذا النوع من العمالة. أي
أننا هنا نواجه بحالة فائض عرض Excess Supply في سوق عمل ما وفائض
طلب Excess Demand (نقص عرض) في سوق عمل آخر. ويظل هذا الاختلال
قائما إلى أن تتوافق قوى العرض مع قوى الطلب. ولعل ما لحق بعمال
مناجم الفحم في خمسينيات وستينيات هذا القرن مثال دقيق على طبيعة
البطالة الهيكلية الناجمة عن تغير هيكل الطلب. ففي هذه الفترة أغلقت
كثير من مناجم الفحم في أوروبا والولايات ا 7تحدة بسبب إحلال النفط
محل الفحم كمصدر للطاقة P ˆا أدى إلى ظهور جيش من بطالة عمال
ا 7ناجم في هذه الآونة P في الوقت الذي لم يكن من ا 7مكن فيه أن يجدوا
فرصة عمل آخر في الأماكن التي كانوا يعيشون فيها P ˆا أجبرهم على
ترك هذه الأماكن والرحيل إلى أماكن أخرى بحثا عن عمل أو لتعلم مهارات
جديدة( ١٠ ).
كذلك من ا 7مكن للتكنولوجيا أن تؤدي إلى بطالة هيكلية. وا 7ثال الواضح
28
الاقتصاد السياسي للبطالة
على ذلك هو أن ارتفاع درجة ميكنة العمليات الإنتاجية Automization وظهور
»الربوت « أو الإنسان الآلي في صناعة السيارات P قد أدى إلى الاستغناء
عن عدد كبير من العمالة التي كانت تعمل على خطوط الإنتاج. فمثل هذا
النوع من البطالة يعتبر هيكليا P خاصة إذا كان حصول العمال ا 7تعطل W
على وظائف جديدة ر nا يتطلب منهم إما الرحيل إلى أماكن بعيدة P تتوافر
فيها هذه الوظائف P أو اضطرارهم للتعلم وإعادة التدريب لاكتساب مهارات
جديدة. وعموما P سيحتاج الأمر إلى بعض الوقت حتى Žكن الحصول على
هذه الوظائف( ١١ ).
كما أن البطالة الهيكلية من ا 7مكن أن تحدث بسبب وقوع تغيرات
محسوسة في قوة العمل. ومن أمثلة ذلك دخول ا 7راهق W والشباب إلى
سوق العمل بأعداد كبيرة. ففي هذه الحالة قد لا يوجد توافق ب W مؤهلاتهم
وخبراتهم من ناحية P وما تتطلبه الوظائف ا 7تاحة في السوق من ناحية
أخرى. كما أن الشباب كثيرا ما يغيرون أعمالهم P وغالبا ما تكون لديهم
الرغبة في الانتقال من قوة العمل إلى التعليم والعودة مرة أخرى إلى قوة
العمل. وعلى ذلك تكثر بينهم البطالة الهيكلية بدرجة أكبر من وجودها ب W
الكبار( ١٢ ).
وقد عرفت البلدان الصناعية ا 7تقدمة نوعا جديدا من البطالة الهيكلية
نجم عن تعاظم ظاهرة العو 7ة( Globalization (١٣ في ربع القرن الأخير P والتي
تسارعت على نحو شديد عبر نشاط الشركات متعددة الجنسيات. حيث
لجأ كثير من الصناعات التحويلية في الولايات ا 7تحدة ودول غرب أوروبا
إلى الانتقال إلى البلاد النامية P للاستفادة من ا 7زايا والامتيازات التي
وفرتها هذه البلاد للاستثمارات الأجنبية ا 7باشرة (مثل الإعفاءات الضريبية P
رخص الطاقة والأراضي P وعدم تحمل تكلفة التلوث البيئي..) فضلا عن
رخص الأيدي العاملة. وهذا هو ما حدث P على سبيل ا 7ثال P في صناعة
ا 7لابس الجاهزة والصناعات التجميعية الإليكترونية P صناعة السيارات P
بناء السفن P لعب الأطفال P ا 7نتجات الكيميائية.. إلى آخره. فكثير من هذه
الصناعات هاجرت من البلدان الصناعية إلى البلاد النامية بسبب ارتفاع
متوسط معدل الربح ا 7توقع في هذه البلاد P تاركة العمال الذين كانوا يعملون
فيها في حالة بطالة هيكلية طويلة المدى


==========================================



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق